Saturday, May 7, 2011

جارة القمر

عندما أقول هوية عربية, أول ما يأتي لمخيلتي هي السيدة فيروز. فكثيرا من الأحيان أستمع لأغنية لها لم أسمعها من قبل تجعلني أعيد إستماعها لعشرات المرات و أبدأ إستماع أغاني أخرى لفيروز أعرفها و أعشقها, فأعكف علي إستماع تلك السيدة التي طالما حلمت بتقبيل يديها لفترة طويلة, بل الأمر لا يقتصر على الإستماع لأغاني فيروز بل أبدأ أيضا مشاهدة مسرحياتها مع الرحابنة, فلعلي أذكر الأن مسرحية ميس الريم, و كيف عشقت زَيون (فيروز في المسرحية) و عشقت ضايعة ميس الريم و عشقت أكتر ضايعة كحلون التى منها أتت زيون برغم أن لا يوجد بالمسرحية أي مشهد تقع أحداثه بكحلون لكن شوق زيون للرجوع لكحلون بعد أن تعطلت سيارتها بميس الريم جعلني أحب تلك الضايعة و خصوصا بعد إستماع مديح زيون في كحلون بأغنية إفتاتحية المسرحية.  


فيروز تجعلني أدخل حالة فيروزية لا أخرج منها أبدا, لكنها تهدأ نوعا ما بعد مرور الوقت و أعود و أسمع أغنية لها تشعل لهيب الحالة الفيروزية مرة أخرى. تلك الحالة ترسم إبتسامة لا تزول أبدا, فمرة من المرات و أنا بعملي بدنكن دونتس (محل دونتس شهير بالولايات المتحدة الأمريكية) دخلت المحل زبونة لتطلب قهوة, كل مرة تدخل فيها المحل تراني مبتسما و سعيدا و هذا لا يتوافق مع طبيعة عملي الشاقة, و مرة أخري دخلت المحل و كنت اعمل مع زميلتي ميشيل وكان قد أتى ميشيل خبر أسعدها جدا فجاءت و إحتضنتني, بنفس اللحظة دخلت الزبونة نفسها, فتعجبت و سألتنا كيف تجدون مصدر للسعادة بهذا المكان الكئيب فنظرنا لبعضنا البعض و ردت ميشيل: كريم مصدر سعادتنا كلنا, فعلقت الزبونة قائلة: أه طبعا, طالما تلك الإبتسامة الجميلة مرسومة على وجهه طوال الوقت فلا بد أن يكون مصدر لسعادة الجميع. وقتها لم أفعل شيئا أكثر من أن إبتسامتي التي أعتبرها بلهاء أصبحت أوسع. فهل سيصدقني أحد إن قلت أن مصدر سعادتي الدائمة و التي تنتقل لمن حولي هو الصوت الفيروزي الملائكي.
أول ثلاثة أشهر لي بالولايات المتحدة لم أكن إلتحقت بالجامعة و لم أحصل علي وظيفة بعد, كنت في منتهي الإكتئاب و الشعور بالغربة, فيروز آنست وحدتي بإصدارها لألبومها الجديد ( إيه فيه أمل) بأكتوبر2010, حفظت أغانيه كلها في يومين, أحببته, أدمنته, أصبحت أشعر بالسعادة فقط حين إستماعي له, أصبحت أغنيه بأعلى صوت لدي في الشوارع تاركا صدى عربي أنيق بشوارع أمريكا الباردة معدومة الثقافة فقط قبح صوتي هو ما خرب ذلك الصدي. لم يقتصر ذلك الألبوم علي كونه مكون من أغاني جميلة نسجها زياد رحباني برقة لكنه كان لي نموذج للألبوم الثائر على الوضع الذي كان به الوطن العربي, فعندما قالت فيروز إيه فيه أمل زادتني تفاؤل و أصبحت كلمتي الجديدة فكلما يشكي لى أى شخص عن معاناته أو ينتقد أى شئ به مصر أرد عليه بكلمه إيه فيه أمل. و عندما قالت الأرض لكم كانت وصية صريحة من فيروز للشعب العربي ألا يتنازلوا عن أرضهم و ألا يتركوها لناهبيها, فكنت حين أغني تلك الأغنية دائما ما أصرخ حين قول "لأرض لكم ... قدسوا الحرية حتى لا يحكمكم طغاة الأرض" فكانت بالنسبة لي أكثر جملة ثائرة سمعتها أذني. و عندما غنت الله كبير جعلتني أغوص في بحر من الإيمان. كل ذلك تفعله بي فيروز بصوتها الملائكي, تجعلني أفخر بكوني عربي حتي أستطع فهم أغانيها.


 

لمن يريد مشاهدة مسرحية ميس الريم
http://www.youtube.com/watch?v=tz3nglSiXso&feature=related

أعشقك يا جارة القمر


Sunday, May 1, 2011

يا ليل يا عين

فضلت بدأ تدويني بأغنية للمغنية اللبنانية تانيا صالح. تتعجب لتجاهلنا لهويتنا و تمسكنا بهويات و ثقافات أجنبية فتقول:


ثقافتنا فرانسويه
سيجارتنا امريكيه
و القهوة برازيليه

يا ليل يا عين

سألونى ع الهوية
و حروف الابجديه
ما بقي نعرف شو هى ؟؟

يا ليل يا عين